غيرة الله على عباده
يقول: (وقال بعض العارفين) محذراً تلاميذه؛ ليكونوا من المقربين إلى الله: (احذروه فإنه غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده غيره )، أي: إن كنتم تدعون وتزعمون محبة الله حقاً فإنه غيور، ولا يريد أن يكون في قلب أحدكم محبة غيره، وليس معنى ذلك: أن الرجل لا يحب أباه، أو أمه، أو زوجته، أو أبناءه، ولكن المقصود: أن تكون كل محبة في قلبه تابعة لمحة الله عز وجل، فتحب الوالدين؛ لأن الله أمرك بمحبتهم، وتحب الأهل كذلك، وتحب إخوانك المسلمين في الله ولله.. وهكذا، فيكون القلب لا يحب إلا الله، أو من أمر الله تعالى بمحبته، أو من أحل الله تعالى محبته، فلا يكون في قلبه غير ذلك.